فصل: تفسير الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (19):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النساء} أي ذاتهن {كَرْهاً} بالفتح والضم لغتان أي مكرهيهن على ذلك كانوا في الجاهلية يرثون نساء أقربائهم فإن شاؤوا تزوَّجوهن بلا صداق أو زوّجوهن وأخذوا صداقهن، أو عضلوهن حتى يفتدين بما ورثته، أو يمتن فيرثوهن فنُهُوا عن ذلك {وَلاَ} أن {تَعْضُلُوهُنَّ} أي تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم بإمساكهنّ ولا رغبة لكم فيهنّ ضِرَارا {لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ} من المهر {إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيّنَةٍ} بفتح الياء وكسرها أي بيِنت أو هي بينة أي زنا أو نشوز فلكم أن تضارّوهنّ حتى يفتدين منكم ويختلعن {وَعَاشِرُوهُنَّ بالمعروف} أي بالإِجمال في القول والنفقة والمبيت {فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ} فاصبروا {فعسى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} ولعله يجعل فيهنّ ذلك بأن يرزقكم منهنّ ولداً صالحاً.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20)}
{وَإِنْ أَرَدْتُّمُ استبدال زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ} أي أخذ بدلها بأن طلقتموها {وَ} قد {ءاتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ} أي الزوجات {قِنْطَاراً} مالاً كثيراً صداقاً {فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بهتانا} ظلماً {وَإِثْماً مُّبِيناً} بَيِّناً؟ ونصبهما على الحال والاستفهام للتوبيخ وللإنكار.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21)}
{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ} أي بأيّ وجه {وَقَدْ أفضى} وصل {بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ} بالجماع المقرّر للمهر {وَأَخَذْنَ مِنكُم ميثاقا} عهداً {غَلِيظاً} شديداً وهو ما أمر الله به من إمساكهن بمعروف أو تسريحهن بإحسان.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)}
{وَلاَ تَنكِحُواْ مَا} بمعنى (من) {نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مّنَ النساء إِلاَّ} لكن {مَا قَدْ سَلَفَ} من فعلكم ذلك فإنه معفوّ عنه {إِنَّهُ} أي نكاحهنّ {كَانَ فَاحِشَةً} قبيحاً {وَمَقْتاً} سبباً للمقت من الله وهو أشدّ البغض {وَسَاءَ} بئس {سَبِيلاً} طريقاً ذلك.

.تفسير الآية رقم (23):

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)}
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أمهاتكم} أن تنكحوهنّ وشملت الجدات من قبل الأب أو الأمّ {وبناتكم} وشملت بنات الأولاد وإن سفلن {وأخواتكم} من جهة الأب أو الأمّ {وعماتكم} أي أخوات آبائكم وأجدادكم {وخالاتكم} أي أخوات أمّهاتكم وَجدّاتكم {وَبَنَاتُ الأخ وَبَنَاتُ الأخت} ويدخل فيهن أولادهم {وأمهاتكم الْلاَّتِى أَرْضَعْنَكُمْ} قبل استكمال الحولين خمس رضعات كما بينه الحديث {وأخواتكم مّنَ الرضاعة} ويلحق بذلك بالسنة البنات منها وهن من أرضعتهن موطوءته وَالعمات وَالخالات وَبنات الأخ وَبنات الأخت منها لحديث «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب» رواه البخاري ومسلم {وأمهات نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ} جمع (ربيبة) وهي بنت الزوجة من غيره {الاتى فِي حُجُورِكُمْ} تربونهن صفة موافقة للغالب فلا مفهوم لها {مّن نِّسَائِكُمُ الاتى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} أي جامعتموهنّ {فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} في نكاح بناتهنّ إذا فارقتموهنّ {وحلائل} أزواج {أَبْنَائِكُمُ الذين مِنْ أصلابكم} بخلاف من تبنيتموهم فلكم نكاح حلائلهم {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأختين} من نسب أو رضاع بالنكاح ويلحق بهما بالسنة الجمع بينها وبين عمتها أو خالتها ويجوز نكاح كل واحدة على الانفراد وملكهما معاً ويطأ واحدة {إِلا} لكن {مَا قَدْ سَلَفَ} في الجاهلية من نكاحهم بعض ما ذكر فلا جناح عليكم فيه {إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً} لما سلف منكم قبل النهي {رَّحِيماً} بكم في ذلك.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)}
{وَ} حرّمت عليكم {المحصنات} أي ذوات الأزواج {مِّنَ النساء} أن تنكحوهن قبل مفارقة أزواجهن حرائر مسلمات كنّ أو لا {إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أيمانكم} من الإماءِ بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهنّ أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء {كتاب الله} نصب على المصدر أي كُتِبَ ذلك {عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ} بالبناء للفاعل والمفعول {لَكُمْ مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} أي سوى ما حرّم عليكم من النساء {أَن تَبْتَغُواْ} تطلبوا النساء {بأموالكم} بصداق أو ثمن {مُّحْصِنِينَ} متزوّجين {غَيْرَ مسافحين} زانين {فَمَا} فمن {استمتعتم} تمتعتم {بِهِ مِنْهُنَّ} ممن تزوّجتم بالوطء {فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} مهورهنّ التي فرضتم لهن {فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ} أنتم وهنّ {بِهِ مِن بَعْدِ الفريضة} من حطها أو بعضها أو زيادة عليها {إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً} بخلقه {حَكِيماً} فيما دبره لهم.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)}
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً} أي غنى ل {أَن يَنكِحَ المحصنات} الحرائر {المؤمنات} هو جَريٌ على الغالب فلا مفهوم له {فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أيمانكم} ينكح {مّن فتياتكم المؤمنات والله أَعْلَمُ بإيمانكم} فاكتفُوا بظاهره وكِلُوا السرائر إليه فإنه العالم بتفصيلها، ورُبَّ أَمَةٍ تفضل الحرّة فيه وهذا تأنيس بنكاح الإماء {بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ} أي أنتم وهنّ سواء في الدين فلا تستنكفوا من نكاحهنّ {فانكحوهن بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} مواليهن {وَءاتُوهُنَّ} أعطوهنّ {أُجُورَهُنَّ} مهورهنّ {بالمعروف} من غير مَطل ونقص {محصنات} عفائف حال {غَيْرَ مسافحات} زانيات جهراً {وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} أخلاّء يزنون بهنّ سرًّا {فَإِذَا أُحْصِنَّ} زُوِّجن وفي قراءة بالبناء للفاعل تَزَوَّجْنَ {فَإِنْ أَتَيْنَ بفاحشة} زناً {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المحصنات} الحرائر الأبكار إذا زنين {مّنَ العذاب} الحدّ فيجلدن خمسين ويغرّبن نصف سنة، ويقاس عليهن العبيد، ولم يجعل الإحصان شرطاً لوجوب الحدّ بل لإفادة أنه لا رجم عليهنّ أصلاً {ذلك} أي نكاح المملوكات عند عدم الطَّوْل {لِمَنْ خَشِىَ} خاف {العنت} الزنا وأصله المشقة سمي به الزنا لأنه سببها بالحدّ في الدنيا والعقوبة في الآخرة {مّنكُمْ} بخلاف من لا يخافه من الأحرار فلا يحل له نكاحها وكذا من استطاع طَوْلَ حرّة وعليه الشافعي. وخرج بقوله: {من فتياتكم المؤمنات} الكافرات فلا يحل له نكاحها ولو عدم وخاف {وَأَن تَصْبِرُواْ} عن نكاح المملوكات {خَيْرٌ لَّكُمْ} لئلا يصير الولد رقيقاً {والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} بالتوسعة في ذلك.

.تفسير الآية رقم (26):

{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}
{يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ} شرائع دينكم ومصالح أمركم {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ} طرائق {مِن قَبْلِكُمْ} من الأنبياء في التحليل والتحريم فتتبعوهم {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته {والله عَلِيمٌ} بكم {حَكِيمٌ} فيما دبره لكم.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)}
{والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} كرّره ليبني عليه {وَيُرِيدُ الذين يَتَّبِعُونَ الشهوات} اليهود والنصارى أو المجوس أو الزناة {أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} تعدلوا عن الحق بارتكاب ما حرّم عليكم فتكونوا مثلهم.

.تفسير الآية رقم (28):

{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)}
{يُرِيدُ الله أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} يسهل عليكم أحكام الشرع {وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفاً} لا يصبر عن النساء والشهوات.

.تفسير الآية رقم (29):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أموالكم بَيْنَكُمْ بالباطل} بالحرام في الشرع كالربا والغصب {إِلآَّ} لكن {أَن تَكُونَ} تقع {تجارة} وفي قراءة بالنصب، أي تكون الأموال أموال تجارة صادرة {عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ} وطيب نفس فلكم أن تأكلوها {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} بارتكاب ما يؤدِّي إلى هلاكها أياً كان في الدنيا أو الآخرة بقرينة {إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} في منعه لكم من ذلك.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}
{وَمَن يَفْعَلْ ذلك} أي ما نُهي عنه {عدوانا} تجاوزاً للحلال حال {وَظُلْماً} تأكيد {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ} ندخله {نَارًا} يحترق فيها {وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيراً} هيِّناً.

.تفسير الآية رقم (31):

{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)}
{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} وهي ما ورد عليها وعيد كالقتل والزنا والسرقة، وعن ابن عباس: هي إلى السبعمائة أقرب {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سيئاتكم} الصغائر بالطاعات {وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً} بضم الميم وفتحها أي إدخالاً أو موضعاً {كَرِيماً} هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} من جهة الدنيا أو الدين لئلا يؤدي إلى التحاسد والتباغض {لّلرّجَالِ نَصِيبٌ} ثواب {مِّمَّا اكتسبوا} بسبب ما عملوا من الجهاد وغيره {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مّمَّا اكتسبن} من طاعة أزواجهنّ وحفظ فروجهن، نزلت لما قالت أم سلمة: (ليتنا كنا رجالاً فجاهَدْنا وكان لنا مثل أجر الرجال) {وَسْئَلُواْ} بهمزة ودونها (وسَلُوا) {الله مِن فَضْلِهِ} ما احتجتم إليه يعطكم {إِنَّ الله كَانَ بِكُلِّ شَئ عَلِيماً} ومنه محل الفضل وسؤالكم.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}
{وَلِكُلٍّ} من الرجال والنساء {جَعَلْنَا مَوَالِىَ} عَصَبَةً يُعطَوْن {مِّمَّا تَرَكَ الوالدان والأقربون} لهم من المال {والذين عاقَدَتْ} بألف ودونها [عقدت] {أيمانكم} جمع (يمين) بمعنى القسم أو اليد أي الحلفاء الذين عاهدتموهم في الجاهلية على النصرة والإرث {فَئَاتُوهُمْ} الآن {نَصِيبَهُمْ} حظوظهم من الميراث وهو السدس {إِنَّ الله كَانَ على كُلِّ شَئ شَهِيداً} مطلعاً ومنه حالكم، وهذا منسوخ بقوله: {وَأُوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ} [75: 8].

.تفسير الآية رقم (34):

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)}
{الرجال قَوَّامُونَ} مسلطون {عَلَى النسآء} يؤدِّبونهن ويأخذون على أيديهِنَّ {بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ} أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك {وَبِمَآ أَنفَقُواْ} عليهن {مِنْ أموالهم فالصالحات} منهن {قانتات} مطيعات لأزواجهن {حافظات لِّلْغَيْبِ} أي لفروجهن وغيرها في غيبة أزواجهن {بِمَا حَفِظَ} لهنّ {الله} حيث أوصى عليهنّ الأزواج {واللاتى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} عصيانهنّ لكم بأن ظهرت أماراته {فَعِظُوهُنَّ} فخوّفوهنّ الله {واهجروهن فِي المضاجع} اعتزلوا إلى فراش آخر إن أظهرن النشوز {واضربوهن} ضرباً غير مبرِّح إن لم يرجعن بالهجران {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ} فيما يراد منهنّ {فَلاَ تَبْغُواْ} تطلبوا {عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} طريقاً إلى ضربهن ظلماً {إِنَّ الله كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} فاحذروه أن يعاقبكم إن ظلمتموهنّ.